هي واقع مزيف انشد طويلا انشودة السلام
هي ابيات ضاعت بين الشعر والنثر وانواع الكلام
هي جنون عاقل رفض الرضوخ او الاستسلام
هي رفات من نور تبعثرها نيران الحقد والاتهام
قالوا فلنؤد لها ‘هي’ الف سلام وألف تحية
انشروا على قبرها الورود فهي رمز من رموز الحرية
قالوا: اطلقوا النيران ابتهاجا بروحها الأبية
وارقصوا على انغام روحها السماوية
هي لم ترد الحياة ولكنها اعطيت لها
هي لم تكن تريد الذكاء ولكن قدم لها
هي لم تملك الحكمة ولكن وهبت لها
هي ليست لنفسها ولكن نفسها لها
من منكم يريد أن يكون قبراً؟
” إنت قوات أو عوني؟” سؤال استوقفني حين طرحه احد الفتيان الذي لم يبلغ الرابعة عشرة على احد رفاقه، فأجابه هذا الاخير: ” انت لابس ازرق شكلك من تيار المستقبل.”.
لقد تلّون أولادنا وتلوّن لبناننا بألوان وخطوط ترسمها الحقيقة تارةً والأوهام طوراً، كذلك استبدلنا الكلمات المتعارف عليها عالميا :”صباح الخير” أو “كيف حالك” بكلماتٍ على الموضة أكثر :”بتشرب ليموناضة أو عصير الليمون؟”.
ففي وقتٍ كان الإنتماء الحزبي واقعاً فعلياً يعطي الفرد فرصته في التعبير عن أرائه والمبادئ التي يؤيدها، أبتنا ندور في دوامة الأحزاب اللبنانية، بحيث حين يأتي السائح لزيارة وطننا يتعرف إلى صيدا الحريرية، الرابية العونية، جنوب نصرالله، بشري القواتية، زغرتا الفرنجية، الشوف الجنبلاطي، طرابلس الكرامية وغيرها من المناطق التي رسمت خريطة منفصلة عن الخريطة اللبنانية بمعنى أننا قبل انتمائنا الوطني بتنا نهرع للتقاتل في ما بيننا والقتال نفسه يمتع نظره بالكره الذي نحمله تجاه بعضنا البعض. فقبل أن نستبدل الحليب والسيريلاك كأطعمة تغذية لأولادنا في حرب السنتين والحروب الأخرى لم لا نعلمهم كيف يصلون ويحترمون الآخر مهما كانت انتماءاته الحزبية والدينية.
“إنت مع مين؟”
هذه أول عبارة يحيّيك بها المواطن اللبناني أو يقاتلك إذا لم تتفق معه، في حين أن كلا من “الرئيس رفيق الحريري”، “جبران تويني”، “سمير قصير”، “جورج حاوي” يبكون علينا ويسألون كيف تموت أرواحنا في دنيا الفناء وهم الأحياء في دنيا البقاء… دمهم الذي سال ليروي صرخة الألم التي يدوّي صداها بين جبال لبنان شاهدة على أن كثراً بيننا هم جثة هامدة فمن منكم يريد أن يكون قبراً؟
تحية الى تلك الشجاعة، الى تلك البسالة؛ الى العنفوان والكرامة؛ تحية الى كل مسيحي هجر من بيته فقط لانه يحب المسيح؛ تحية اليكم يا طوباويي القرن الواحد والعشرين انتم الذين رفضتم الخضوع لاشباه الرجال، انتم من تركتم كل شيء من اجل المسيح.
تحية الى اطفالكم ورجالكم، تحية الى نسائكم وامهاتكم؛ اللواتي بكين بحرقة وابوا الانحناء امام الجهل والكراهية.
انتم مثال للتاريخ يا من رميتم المادة وراءكم، جهد وتعب السنين من اجل القيامة؛ انتم يا ابناء الرجاء.
فلو لم اكن منكم لكنت حفرت على باب بيتي “نون” ووقفت وقفة تحية وحنيت راسي امام من يحارب بالتسامح والغفران كما علمنا المعلم، لكنت قبلت ايادي اجدادكم ولعنت مضطهديكم.
انتم يا ابناء النون، يا عصارة المحبة، لا تستسلموا ولا تيأسوا امام حقارة الجهل، انتم ابناء الصليب الذي صرع الموت بالموت واحيى من في القبور